الحظ الضائع
********
كان أحد تجار السجاد جالساً في دكان في سوق رئيسي من أسواق أصفهان، عندما شاهد رجلاً يقطع الأرض جيئة وذهاباً وعيناه على الأرض وكأنه يبحث عن حاجة ضيعها، ولما تكرر له مشهد الرجل في اليومين التاليين دعاه التاجر قائلاً: أرى كأنك تبحث عن حاجة ضيعتها هناك؟.. فقال الرجل: نعم فأنا قد ضيعت حظي في بلدكم، ومن الجواب تبين أنه ليس من أهل أصفهان. فقال له التاجر: كيف يمكن للمرء أن يضيع حظه هنا؟..
فأجاب الرجل: يا هذا أنا رجل من أهل مدينة (يزد) وقد ضاقت بي الدنيا هناك وكنت سمعت الكثير عن أصفهان حتى قيل لي إن الأموال ملقاه على الأرض في أسواقها فشددت رحالي وصفيت أموري كلها وجئت إلى بلدكم لكنني كلما بحثت عن الأموال الملقاه على الأرض لم أجد منها شيئاً وهكذا ضيعت حظي عندكم.
فقال له التاجر: ما قيل لك عن بلدنا صحيح والأموال بالفعل ملقاه على الأرض هنا ولكنك لا تعرف كيف تلتقطها، فلكل شيء مدخله وأنا أعلمك ذلك بشرط أن تنفذ تعليماتي بصبر وأناة فهل أنت مستعد لذلك؟
قال الرجل وكأنه غير مصدق:لا بأس ولنبدأ من الآن.
فقال التاجر: اعتبر نفسك عاملاً لدي من غير أجر والذي عليك الآن هو أن تمشي في الطرق المحيطة بنا وتلتقط كل ما يرميه الناس من قطع القماش أو قطع الخشب أو الحديد وما يمكن أن ينفع مهما كان تافهاً وتأتيني به.
فقال الرجل: وماذا بعد؟
قال التاجر: لكل حادثة حديث.
فقام الرجل بما طلبه منه وعند المساء كان قد جمع مقداراً لا بأس به من تلك الحاجات.
فقال له التاجر: غداً تذهب بقطع القماش إلى القماشين وبقطع الخشب إلى النجارين بقطع الحديد إلى الحدادين وتبيعها لهم بأي ثمن وتأتي بالمال, وهكذا كان.. ثم استمر في عمله لفترة طويلة من الزمن حتى اجتمع لدى تاجر السجاد من المال ما يكفي لشراء بضائع رخيصة لإعادة بيعها وذلك بدلاً من جمع تلك النفايات من الطريق.
فقال للرجل: خذ هذه الأموال واشتر بعض الشموع وقف عند مدخل هذا الشارع واعرضها بيديك على المارة وإذا بعتها فأتني بثمنها.
وفعل الرجل ذلك لعدة أيام فزاد رأسماله قليلاً ثم طلب منه أن يستأجر محلاً صغيراً يبيع فيه الحاجات البسيطة على أن لا يصرف أي شيء من المال الذي يحصل عليه إلا بمقدار قوت يومه وإيجار مسكنه.
وبعد مرور سنة كاملة كان الرجل قد فتح محلاً أكبر وأخذ يبيع فيه بضائع مختلفة ثم تطور عمله فاشترك مع تاجر السجاد في بعض الصفقات.
فلما زادت أمواله فتحا محلاً كبيراً للسجاد وزادت أرباحه حتى استطاع أن يشتري حصة صاحبه ويصبح تاجراً مثله.
وذات يوم قال له التاجر الأول: كيف هي أوضاعك هذه الأيام؟
قال الرجل: إنها جيدة ولله الحمد.
فقال التاجر: وكيف تجد فرص العمل في أصفهان؟
قال التاجر: إنها كأفضل ما يمكن.
قال التاجر: ألا ترى معي أن الأموال ملقاه على الأرض في طرقات أصفهان كما قيل لك في بلدك ولكنها بحاجة إلى من يعرف كيف يلتقطها؟
قال: هو كذلك.
قال: وهل وجدت حظك في بلدنا؟
قال: نعم .
(الحظ متحرك دائماً فإذا تحركنا صحبنا ، أما إذا جلسنا فإنه يتركنا ويمشي بعيداً عنا ).
كان أحد تجار السجاد جالساً في دكان في سوق رئيسي من أسواق أصفهان، عندما شاهد رجلاً يقطع الأرض جيئة وذهاباً وعيناه على الأرض وكأنه يبحث عن حاجة ضيعها، ولما تكرر له مشهد الرجل في اليومين التاليين دعاه التاجر قائلاً: أرى كأنك تبحث عن حاجة ضيعتها هناك؟.. فقال الرجل: نعم فأنا قد ضيعت حظي في بلدكم، ومن الجواب تبين أنه ليس من أهل أصفهان. فقال له التاجر: كيف يمكن للمرء أن يضيع حظه هنا؟..
فأجاب الرجل: يا هذا أنا رجل من أهل مدينة (يزد) وقد ضاقت بي الدنيا هناك وكنت سمعت الكثير عن أصفهان حتى قيل لي إن الأموال ملقاه على الأرض في أسواقها فشددت رحالي وصفيت أموري كلها وجئت إلى بلدكم لكنني كلما بحثت عن الأموال الملقاه على الأرض لم أجد منها شيئاً وهكذا ضيعت حظي عندكم.
فقال له التاجر: ما قيل لك عن بلدنا صحيح والأموال بالفعل ملقاه على الأرض هنا ولكنك لا تعرف كيف تلتقطها، فلكل شيء مدخله وأنا أعلمك ذلك بشرط أن تنفذ تعليماتي بصبر وأناة فهل أنت مستعد لذلك؟
قال الرجل وكأنه غير مصدق:لا بأس ولنبدأ من الآن.
فقال التاجر: اعتبر نفسك عاملاً لدي من غير أجر والذي عليك الآن هو أن تمشي في الطرق المحيطة بنا وتلتقط كل ما يرميه الناس من قطع القماش أو قطع الخشب أو الحديد وما يمكن أن ينفع مهما كان تافهاً وتأتيني به.
فقال الرجل: وماذا بعد؟
قال التاجر: لكل حادثة حديث.
فقام الرجل بما طلبه منه وعند المساء كان قد جمع مقداراً لا بأس به من تلك الحاجات.
فقال له التاجر: غداً تذهب بقطع القماش إلى القماشين وبقطع الخشب إلى النجارين بقطع الحديد إلى الحدادين وتبيعها لهم بأي ثمن وتأتي بالمال, وهكذا كان.. ثم استمر في عمله لفترة طويلة من الزمن حتى اجتمع لدى تاجر السجاد من المال ما يكفي لشراء بضائع رخيصة لإعادة بيعها وذلك بدلاً من جمع تلك النفايات من الطريق.
فقال للرجل: خذ هذه الأموال واشتر بعض الشموع وقف عند مدخل هذا الشارع واعرضها بيديك على المارة وإذا بعتها فأتني بثمنها.
وفعل الرجل ذلك لعدة أيام فزاد رأسماله قليلاً ثم طلب منه أن يستأجر محلاً صغيراً يبيع فيه الحاجات البسيطة على أن لا يصرف أي شيء من المال الذي يحصل عليه إلا بمقدار قوت يومه وإيجار مسكنه.
وبعد مرور سنة كاملة كان الرجل قد فتح محلاً أكبر وأخذ يبيع فيه بضائع مختلفة ثم تطور عمله فاشترك مع تاجر السجاد في بعض الصفقات.
فلما زادت أمواله فتحا محلاً كبيراً للسجاد وزادت أرباحه حتى استطاع أن يشتري حصة صاحبه ويصبح تاجراً مثله.
وذات يوم قال له التاجر الأول: كيف هي أوضاعك هذه الأيام؟
قال الرجل: إنها جيدة ولله الحمد.
فقال التاجر: وكيف تجد فرص العمل في أصفهان؟
قال التاجر: إنها كأفضل ما يمكن.
قال التاجر: ألا ترى معي أن الأموال ملقاه على الأرض في طرقات أصفهان كما قيل لك في بلدك ولكنها بحاجة إلى من يعرف كيف يلتقطها؟
قال: هو كذلك.
قال: وهل وجدت حظك في بلدنا؟
قال: نعم .
(الحظ متحرك دائماً فإذا تحركنا صحبنا ، أما إذا جلسنا فإنه يتركنا ويمشي بعيداً عنا ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق